أنواع المحبة: العقلية والقلبية
المحبة القلبية والعقلية للنبي ﷺ:
إن محبة الرسول ﷺ أصل عظيم من أصول الدين، فلا إيمان لمن لم يكن الرسول ﷺ أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين.
قال النبي: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكــون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)) (أخرجه البخاري ومسلم) وقال أيضاً: ((والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إلـيـه من والده وولده)) (أخرجه البخاري).
ويرى العلماء أن هذا الحديث من جوامع الكلم الذي أوتيه ﷺ؛ لأنه قد جمع في هذه الألفاظ اليسيرة معاني كثيرة؛ لأن أقسام المحبة ثلاثة: محبة إجلال وعظمة: كمحبة الوالد، ومحبة شفقة ورحمة: كمحبة الولد،
ومحبة استحسان ومشاكلة: كمحبة سائر الناس، فَحَصَرَ النبيُّ ﷺ في هذا الحديث أنواع المحبة.
قال أحد الصالحين: “من لم ير ولاية الرسول عليه في جميع الأحوال، ويرى نفسه في ملكه ﷺ لا يذوق حلاوة سنته، لأن النبي ﷺ قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه..)) الحديث.
قال الله تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [ التوبة:24]. قال القاضي عياض في شرح الآية: “فكفى بهذا حضًا وتـنـبـيـهــًا ودلالة وحجة على إلزام محبته ﷺ، ووجوب فرضها، وعظم خطرها، واستحقاقه لها ، إذ قرّع الله من كان ماله وأهله وولده أحـب إليه من الله ورسـوله وتوعدهم بقوله تعالى:(فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ}، ثم فسقهم بتمام الآية، وأعلمهم أنهم ممن ضل ولم يهده الله (الشفا بتعريف حقوق المصطفى). وقال الله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ} [الأحزاب من الآية:6]. وعــن عبد الله بن هشام قال: كنا مع النبي ﷺ وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إليّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي ﷺ: «لا والـــذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك»، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إليّ من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الآن يا عمر» (أخرجه البخاري). وهذه هي عين المحبة القلبية.
آثـار محـبته ﷺ:
آثـار محـبته صلى الله عليه وسلم: المحبة عمل قـلـبـي اعتقادي تظهر آثاره ودلائله في سلوك الإنسان وأفعاله ومن علامات ذلك:
أولاً: تعزير النبي ﷺ وتوقيره: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} الفتح:8-9
عدم رفع الصوت فوق صوته ﷺ: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الحجرات:2]. وعن السائب بن يزيد قــال: “كـنــت قائماً في المسجد فحصبني رجل فنظرت فإذا عمر بن الخطاب، فقال: اذهب فأتني بهذين، فجئته بهما، قال: من أنتما أو من أين أنتما؟ قالا: من أهل الطائف، قال: لو كنتما مــن أهــل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله ﷺ (أخرجه البخاري).
ثانيًا: اتباعه وطاعته والاهتداء بهديه: الأصل في أفعال النبي ﷺ وأقواله أنهــــا للاتباع والتأسي، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:21]. قــال ابن كثير: “هذه الآية أصل كبير في التأسي برسول الله ﷺ فـي أقـــواله وأفعاله وأحواله، ولهذا أمر الله تبارك وتعالى الناس بالتأسي بالنبي ﷺ يوم الأحزاب في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه عز وجل”(تفسير القرآن العظيم)
جاء أمر الله سبحانه وتعالى في وجوب طاعة الرسول ﷺ في آيات كثيرة، منها قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [الحشر من الآية:7]. وجعل الله عز وجل طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من طاعته سبحانه، فقال: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ} [النساء من الآية:80]. وأمر بالرد عند التنازع إلى الله والرسول، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء:59]. وتواتــرت الـنـصـوص النبوية في الحث على اتباعه وطاعته، والاهتداء بهديه والاستنان بسنته، وتعظيم أمـــــره ونهيه، ومن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشـديــن الـمهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة” (أخرجه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجة
. وقال صلى الله عليه وسلم: ((صلوا كما رأيتموني أصلي)) (أخرجه البخاري. وقال: ((لتأخذوا عني مناسككم)) (أخرجه مسلم)). فطاعة الرسول ﷺ هي الـمـثـال الحي الصادق لمحبته ﷺ فكلما ازداد الحب، زادت الطاعات، ولـهــذا قال الله عز وجل: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} (آل عمران من الآية:31)
ثالثًا: امتداح النبي ﷺ بذكر شمائله وسرد الأشعار في محبته وذكر أوصافه:
مَدْحُ الأُمَّةِ للنبي ﷺ: والاشتياق له والتعلق به دليلٌ على مَحَبَّتها له، وهذه المحبَّة تُعَدُّ أصلًا من أصول الإيمان.
ونذكر بعض أمثلة من امتدحه ﷺ بكتابة سيرته وشمائله من أئمة المسلمين:
- القاضي عياض وكتابه الشفا بتعريف حقوق المصطفى ﷺ:
القاضي عياض: ترجم له الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء فقال:
هو الإمام العلامة الحافظ الأوحد، شيخ الإسلام القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض اليحصبي الأندلسي، ثم السبتي المالكي .ولد في سنة ست وسبعين وأربعمائة. تحول جدهم من الأندلس إلى فاس، ثم سكن سبتة.
قال خلف بن بشكوال: هو من أهل العلم والتفنن والذكاء والفهم، استقضي بسبتة مدة طويلة حمدت سيرته فيها، ثم نقل عنها إلى قضاء غرناطة، فلم يطول بها، وقدم علينا قرطبة، فأخذنا عنه .قال ابن بشكوال: توفي القاضي مغربا عن وطنه في وسط سنة أربع. وقال ولده القاضي محمد: توفي في ليلة الجمعة نصف الليلة التاسعة من جمادى الآخرة ودفن بمراكش سنة أربع. قلت: بلغني أنه قتل بالرماح لكونه أنكر عصمة ابن تومرت.
ومن أشهر كتبه:
كتاب ((الشفا بتعريف حقوق المصطفى)) :
يعتبر كتاب الشفاء أشهر تأليف القاضي عياض وأكثرها ذكرا وانتشارا، وقد رزق من الحظوة والشهرة والسرِّ والبركة وحسن القبول لدى الخواص والعوام ما لم يرزقه أي تأليف مغربي آخر، وفي الثناء عليه يقول ابن فرحون أحد أعلام المالكية: أبدع فيه عياض كلَّ الإبداع، وسلم له أكفاؤه كفاءته فيه، ولم ينازعه أحد في الانفراد به، ولا أنكروا مزية السبق إليه، بل تشوفوا للوقوف عليه، وأنصفوا في الاستفادة منه، فحمله الناس وطارت نسخه شرقا وغربا، وقد تحدث الأستاذ المرحوم محمد المنوني حديث الباحث الصبور عن كتاب الشفا من خلال رواياته ورواته مثلما فعل في بحث آخر عن صحيح البخاري في الدراسات المغربية، ومن المعروف أن عامة المغاربة يقرنون بين الكتابين في تعظيم مكانتهما والتبرك والاستشفاء بهما. ومما قاله بعضهم في كتاب الشفا:
ما كتاب الشفا إلا شفاء *** للقلوب المراض والأجساد
وقد قسم القاضي عياض كتاب الشفا إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: في تعظيم العلي الأعلى لقدر هذا النبي المصطفى ﷺ قولا وفعلا.
القسم الثاني: فيما يجب على الأنام من حقوقه ﷺ.
القسم الثالث: فيما يجب للنبي ﷺ وما يستحيل في حقه أو يجوز عليه وما يمتنع أو يصح من الأحوال البشرية أن يضاف إليه ﷺ.
القسم الرابع: في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام.
- كتاب الشمائل المحمدية للترمذي:
الشمائل المحمدية هو أحد كتب السيرة، من تأليف الإمام أبو عيسى محمد الترمذي (209 هـ – 279 هـ) صاحب كتاب سنن الترمذي، ذكر الترمذي في هذا الكتاب صفات النبي الخلقية والخُلقية صحيحة موثقة، وبين الشمائل والأخلاق والآداب التي تحلى بها للتأسي به سلوكاً وعملاً واهتداءً، وقد بذل فيه الترمذي جهدا كبيرا يدل على كثرة حفظه واتساع روايته، فقسمه إلى 56 بابا، وجمع فيه 397 حديثا.
تقسيم الكتاب
يعد الكتاب مصدرًا مهمًّا من المصادر الكثيرة التي حفظت شمائل النبي محمد، وقد قسَّم المصنف الكتاب إلى (56) بابًا، وجعل لكل باب عنوانًا يتضمن إشارة مختصرة إلى ما تشتمل عليه أحاديث الباب، وقد عقَّب على بعض النصوص التي أوردها بالشرح والبيان والإيضاح تارة، وبالكلام على الأسانيد تارة أخرى، تصحيحًا وتضعيفًا وترجيحًا لوجه على وجه، أو بيانًا لاسم راوٍ ورد في السند مبهمًا ونحو ذلك، وتارة ثالثة يجمع بين الشرح والكلام على الأسانيد، وقد اشتمل الكتاب على (415) نصًّا مسندًا، وهي تتنوع بين أحاديث :مرفوعة قولية وفعلية وآثار موقوفة على الصحابة والتابعين.
- قصيدة المديح الشهيرة (البردة) المسماة ب ((الكواكب الدرية في مدح خير البرية)):
الإمام البوصيري: ترجم له الامام الذهبي في سير أعلام النبلاء فقال:
الشيخ العالم المعمر، مسند الديار المصرية أمين الدين، أبو القاسم، سيد الأهل، هبة الله بن علي بن سعود بن ثابت بن هاشم بن غالب الأنصاري الخزرجي، المنستيري الأصل البوصيري . المصري، الأديب، الكاتب، ولد سنة ست وخمسمائة. وتوفي البوصيري في ثاني صفر سنة ثمان وتسعين وخمسمائة .
قصيدته البردة: قصيدة “الكواكب الدرية في مدح خير البرية” للإمام البوصيري رضي الله عنه والمعروفة باسم البردة تُعَدُّ من عيون الشعر العربي، ومن أروع قصائد المدائح النبوية، ودرة ديوان شعر المديح في الإسلام الذي جادت به قرائح الشعراء على مرِّ العصور.
من أفضل قصائد المديح النبوي؛ حتى قيل: إنها أشهر قصيدة في الشعر العربي لها مكانة خاصة في نفوس العامة والخاصة، ولذا كان اهتمام المسلمون بها سلفًا وخلفًا منذ أن نَظَمَها صاحبُها رضي الله عنه، ولم يحظ نص شعري بمثل ما حظيت به من الاهتمام؛ فتنافس الخطاطون في كتابتها؛ حتى كُتِبَت على جدران المسجد النبوي الشريف، واعتاد الناس قراءتها في المحافل والمواسم الشريفة؛ كمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتبارى المنشدون في الابتهال بها، ورأوا من بركاتها أمورًا عظيمة في دينهم ودنياهم، وسارت بها الركبان، وعلمَت الناس حُبَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنه ركن الإيمان وأساس الإسلام.
وذكر المؤرخ الصفدي في “الوافي بالوفيات”: [أنه يروي “البردة” ضمن شعر البوصيري عن الشيخ أبي حيان النحوي عنه، وذكر عن الإمام البوصيري أنه قال: كنتُ قد نظمتُ قصائدَ في مدح رسول الله ﷺ، ثم اتفق أن أصابني فالج أبطل نصفي، ففكرت في عمل قصيدتي هذه البردة، فعملتُها واستشفعت بها إلى الله تعالى في أن يعافيني، وكررت إنشادها، وبكيت، ودعوت، وتوسلت، ونمت فرأيت النبي ﷺ فمسح على وجهي بيده المباركة، وألقَى علي بردة فانتبهت، ووجدت فِيَّ نهضةً، فخرجتُ مِن بيتي ولم أكن أعلَمْتُ بذلك أحدًا، فلَقِيَنِي بعضُ الفقراء فقال: أريد أن تُعطِيَنِي القصيدة التي مدحت بها رسول الله ﷺ فقلت: أيُّها؟ فقال: التي أنشأتَها في مرضك، وذكر أولها، وقال: والله لقد سمعنا البارحة وهي تُنشَدُ بين يدي رسول الله ورأيتُه ﷺ يتمايل، وأعجَبَتْه، وألقى على من أنشدها بُردةً، فأعطيتُه إياها، وذكر الفقير ذلك فشاع المنام] اهـ.
وهذه القصيدة المباركة قد نهج على منوالها الناس عبر القرون، وعارضها الشعراء، وشطَّروها، وخمسوها، وسبَّعوها؛ حتى ذكر الحافظ السخاوي في “الضوء اللامع” في ترجمة جمال الدين الكرماني الشافعي أنه جمع من تخاميس البردة ما ينيف على ستين، ومع ذلك كله فلم تأت قصيدة في مثل جمالها وقبولها التام في الأمة الإسلامية.
واهتم بها الشُّرَّاحُ والمصنفون؛ فشرحها كبار علماء الأمة على اختلاف مذاهبهم الفقهية حتى فاقت شروحُها المائةَ، وممَّن شرحها: الإمام أبو شامة المقدسي الشافعي المقرئ [ت: 665هـ] صاحب كتاب “الباعث على إنكار البدع والحوادث”، والإمام العلامة جمال الدين بن هشام النحوي [ت: 761هـ]، والعلامة شمس الدين بن الصائغ الحنفي [ت: 776هـ]، وسماه “الرقم على البردة”، والعلامة السعد التفتازاني [ت: 791هـ]، والإمام بدر الدين الزركشي الشافعي [ت: 794هـ]، والعلامة المؤرخ عبد الرحمن بن خلدون [ت: 808هـ]، والعلامة المحقق شيخ الشافعية الجلال المحلي ت:864 وغيرهم الكثير .
يقول الدكتور زكي مبارك: البوصيري بهذه البردة هو الأستاذ الأعظم لجماهير المسلمين، ولقصيدته أثر في تعليمهم الأدب والتاريخ والأخلاق، فعن البردة تلّقى الناس طوائف من الألفاظ والتعابير غنيت بها لغة التخاطب، وعن البردة عرفوا أبوابًا من السيرة النبوية، وعن البردة تلّقوا أبلغ درس في كرم الشمائل والخلال.