دليل الخيرات
بسم الله الرحمن الرحيم
مشروعية الصلاة على النبي ﷺ وفضائلها
مشروعية الصلاة والسلام على حضرته:
أولًا: من القرآن الكريم: قوله تعالى: “إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما”
ثانيًا: أقواله صلى الله عليه وسلم:
فقد تواترت الأحاديث النبوية التي تبيّن فضل الصلاة على النبي ﷺ؛ فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنه سمع النبي ﷺ يقول: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ؛ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ» رواه مسلم في “صحيحه”.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» رواه أبو داود في “السنن”.
وقوله ﷺ : “رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليّ” أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات حديث حسن غريب.
ثالثًا: إجماع الأمة على مشروعيتها:
أما عن بيان حكم الصلاة على النبي ﷺ:
فقد نقل جمعٌ من الفقهاء والعلماء الإجماع على أن الصلاة على النبي ﷺ فرض على الجملة، وأنها تجب على كل مسلم مرة في العمر، فمن لم يفعلها في العمر مرة أثم.
وعلى استحباب الصلاة على النبي ﷺ كلما ذكر قال في “الشفاء”: قال القاضي أبو بكر بن بكير: افترض الله على خلقه أن يصلوا على نبيه ﷺ ويسلموا تسليمًا، ولم يجعل لذلك وقتًا معلومًا، فالواجب أن يكثر المرء منها ولا يغفل عنها، وذكر قبل ذلك أن الإجماع على أن الصلاة عليه ﷺ فرض على الجملة، وأن المشهور عن أصحابنا: أنها إنما تجب مرة في العمر، وكرر ذلك] اهـ.
معنى صلاة الله وملائكته عليه وبيان كيفيتها:
صلاة الله على نبيه ﷺ فسرت بثنائه عليه ﷺ وصلاة الملائكة عليه فسرت بدعائهم له ﷺ فسرها بذلك أبو العالية كما ذكره عنه البخاري في صحيحه في مطلع باب {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، وقال البخاري في تفسير صلاة الملائكة عليه بعد ذكر تفسير أبي العالية قال ابن عباس: يصلون يبركون أي يدعون له بالبركة.
وفسرت صلاة الله عليه بالمغفرة وبالرحمة، كما نقله الحافظ ابن حجر في الفتح عن جماعة وتعقب تفسيرها بذلك ثم قال: وأولى الأقوال ما تقدم عن أبي العالية أن معنى صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه وتعظيمه، وصلاة الملائكة وغيرهم عليه طلب ذلك له من الله.
فضل الصلاة على النبي ﷺ:
الصلاة على النبي ﷺ من أقرب القربات، وأعظم الطاعات، فمَن تمسّك بها فاز بالسعادة في الدنيا، وغُفر ذنبه في الآخرة؛ فالنبي ﷺ أصل كل خير في الدارين، وهو شفيع الخلائق في الآخرة، والصلاة على جنابه الشريف شفيع الدعاء في الدنيا؛ لذلك جاء الأمر الشرعي بالصلاة على النبي ﷺ بنص الكتاب والسنة، فأما الكتاب؛ فقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ الأحزاب: 56.
وأما السنة: فقد تواترت الأحاديث النبوية التي تبيّن فضل الصلاة على النبي ﷺ؛ فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنه سمع النبي ﷺ يقول: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ؛ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ» رواه مسلم في “صحيحه”.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» رواه أبو داود في “السنن”.
ففي الحديث: «من ذكرت عنده فلم يصل علىّ فدخل النار فأبعده الله» ويروى أنه قيل: يا رسول الله، أرأيت قول الله تعالى إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ فقال صلى الله عليه وسلم: «هذا من العلم المكنون، ولولا أنكم سألتمونى عنه ما أخبرتكم به، إنّ الله وكَّلَ بى ملكين فلا أذكر عند عبد مسلم فيصلى علىّ إلا قال ذانك الملكان: غفر الله لك، وقال الله تعالى وملائكته جوابًا لذينك الملكين: آمين، ولا أذكر عند عبد مسلم فلا يصلى علىّ إلا قال ذانك الملكان: لا غفر الله لك، وقال الله وملائكته.
وقال في زاد المسير:
قوله تعالى: “صلوا عليه” قال كعب بن عجرة قلنا يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك فقال: قولوا “اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد”.
فضل الصلاة على النبي ﷺ صباحا ومساءً:
لما روى الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “من صلى عليّ حين يصبح عشرا، وحين يمسي عشرًا أدركته شفاعتي”
نبذة عن كتاب دلائل الخيرات:
تفرّد بعض الصالحين على مرِّ الأزمان بتصنيف كتب جامعة لصيغ الصلاة على النبي ﷺ، لم تزل تُقرأ كأوراد منتظمة عند بعض أهل التصوف، طارت من بينها شهرة كتاب دلائل الخيرات ومشارق الأنوار في الصلاة على النبي المختار عليه الصلاة والسلام، لمؤلفه السيد الإمام محمد بن سليمان الجزولي رضي الله عنه (807-870هـ)، الذي قال عنه أحد شراحه العلامة محمد المهدي الفاسي في ممتع الأسماع: “وكتابه المذكور قد نفع الله به العباد، وأخذ بالأسانيد المحررة وأقبل الناس عليه، وسار فيهم مسير الشمس والقمر، واشتهر في البدو والحضر، وانكبوا عليه في مشارق الأرض ومغاربها دون غيره من كتب الصلاة على النبي ﷺعلى كثرتها وأسبقيتها، وقد أحسن العلامة عبد الله بن محمد ابن أبي بكر العياشي رحمه الله تعالى في وصف محتوى كتاب الدلائل بقوله:
حوى صلــــوات طيبات كثـيـــرة على المصطفى أزهارها منها تقطف
وأخرى أتت فيما رووه وصنـــــــفوا فمنهــــــا الــــــذي قــــد أنشأته أئمة
شـــوارق أنـــــوار بها تتـــــشرَّفُ دلائـــلُ خــيـــــراتٍ فــــرائد نعمة
حدائـق جُعلت مــــن الله تــــزلــــف ينابيـع رحمــــــة مــــــــوارد حكمـة
يا حسنه مــــــن جامع صلواتـــه آيــات فتـــــح بالهــــــداية تخفق
أهل الصلاة على النبي قد أكثروا في جمعها وتنــافسوا وتأنــــقوا
لكن عنـــــاية ربنــــا حقا قــضت أن الجزولي شأوه لا يُلــــــحـــقُ
لا غرو أن يعلو الجميــع لأنـــه قطب الزمان وغوثه المتــحـــقِّقُ
وقد ذكروا أن من بركات هذا الكتاب: أنه يفيد النور، وأنه من أعظم أسباب قضاء الحوائج، وأن من بركاته أيضا: فتح أبواب الخير والسعادة والغنى لمن أكثر من قراءته، وأعظم من ذلك: رؤيا النبي ﷺ في المنام، لمن داوم على قراءته وأكثر، كما هو مجرب عند أهل الخير والصلاح.
سيرة الإمام الجزولي مؤلف الدلائل:
هو الشيخ الإمام العلامة العارف المحقق الواصل، قطب زمانه، وفريد عصر وأوانه، أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الجزولي السملالي (قبيلة) الحسني نسباً. ولد رضي الله عنه في سوس آخر القرن الثامن، وطلب العلم بمدينة فاس، ثم رحل بعدها إلى الحجاز ومصر والقدس لسبع سنوات للأخذ عن العلماء والتلقي عن الشيوخ المربين، عاد بعدها إلى المغرب وحلَّ بفاس حيث التقى هناك الإمام زروق، الذي أرشده إلى الشيخ المربي وأوحد وقته سيدي أبي عبد الله محمد أمغار (الصغير) رضي الله عنه بقرية تيط. بعد أخذه للشاذلية دخل الخلوة للعبادة نحواً من أربع عشرة سنة، ثم خرج بعدها وأخذ في تربية المريدين، وتاب على يديه هناك خلق كثير، وانتشر ذكره في الآفاق، وظهرت على يديه الخوارق والكرامات الفخيمة، ونسبت له المناقب الجسيمة. توفي رضي الله عنه بآفرغال مسموماً في صلاة الصبح سادس عشر ربيع الأول عــــــام 870ه، ودفن بمسجده لصلاة الظهر من ذلك اليوم، وقيل إن رائحة المسك توجد من قبره لكثرة صلاته على النبي عليه الصلاة والسلام. ثم بعد سبع وسبعين سنة من موته نُقل من سُوس إلى مراكش، فوجدوه على هيئته التي كان عليها، فدفن بمنطقة رياض العروس، وقبره يُزار ويتبرك به، وهو أحد رجال مراكش السبعة. لإمامنا الجزولي كلام كثير في الطريق وله تأليف في التصوف سماه: “النصح التام لمن قال ربِّيَ الله ثم استقام”، وحزب الفلاح، وحزبه الموسوم بـِــ: “حزب سبحان الدائم الذي لا يزال، وكتاب دلائل الخيرات الشهير الذكر.
ثم الجزولي ذي الدلائل من له فضلٌ علينا لايزال مؤيدا
يا رب بالرضوان عُمَّ ضريحـــه وامنحه في الجنات أعلا محتدا
سبب تأليف الدلائل:
ذكر العارف بالله الشيخ أحمد الصاوي المصري في شرحه على صلوات شيخه القطب الدردير “أن الإمام الجزولي حضره وقت الصلاة فقام يتوضأ لها، فلم يجد ما يخرج به الماء من البئر، فبينما هو كذلك إذ نظرت إليه صبية من مكان عال، فقالت له: من أنت؟ فأخبرها، فقالت له: أنت الرجل الذي يُثنى عليك بالخير، وتتحيَّر فيما تخرج به الماء من البئر؟! وبصقت في البئر ففاض ماؤها حتى ساح على وجه الأرض. فقال الشيخ بعد أن فرغ من وضوئه: أقسمت عليك بم نلت هذه المرتبة؟ فقالت: بكثرة الصلاة على من كان إذا مشى في البر الأقفر تعلقت الوحوش بأذياله، صلى الله عليه وسلم، فحلف الشيخ الجزولي يميناً أن يؤلف كتاباً في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. جمع الإمام الجزولي كتابه من خزانة مسجد القرويين بفاس، وبيّن غرضه منه في خطبة الكتاب بأنه: “ذِكْرُ الصَّلاةِ عَلى النَّبِيِّ ﷺ وَفَضَائِلُهَا، نَذْكُرُهَا مَحْذُوْفَةَ الْأَسَانِيْدِ لِيَسْهُلَ حِفْظُهَا عَلَى القَارِئِ، وَهِيَ مِنْ أَهَمِّ الْمُهِمَّاتِ لِمَنْ يُّرِيْدُ الْقُرْبَ مِنْ رَّبَّ الْأَرْبَابِ”، وقد استقصى في سبيل ذلك كيفيات الصلاة عليه ﷺ مبتدئاً منها بما صحّ عنه ﷺ، وخُرِّج في كتب الإسلام المعتمدة ونحوها، ثم بما روي عنه ﷺ وعن غيره من الصحابة والتابعين فمن بعدهم من الفضلاء والأخيار والعلماء والأبرار مما رتَّبوه في أورادهم، أو سطروه في تآليفهم كما بيّن العلامة سيدي محمد المهدي الفاسي رحمه الله تعالى بنسق لطيف بديع، ونسج راقٍ ظريف. وقال العباس التعارجي: “وكان نفعنا الله به – أي الشيخ الجزولي- يرى أن أشمل صلاة في دلائل الخيرات من جميع صلواته، هي قوله: اللهم صل على سيدنا محمد نبيك، وسيدنا إبراهيم خليلك، وعلى جميع أنبيائك وأصفيائك، من أهل أرضك وسمائك. إلى قوله: كفضلك على جميع خلقك.
إضافة إلى ذلك، أدرج الجزولي في عدة مواضع من الكتاب صلوات من إلهامه عبّر فيها عن ذوقيته وفرط محبته، ومنزلة معرفته بالذات المحمدية، ومن ذلك قوله في اللوح الثاني والعشرين الذي يهيم عند تلاوته المحبون: (اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَاحِبِ الحُسْنِ وَالجَمَالِ، وَالْبَهْجَةِ وَالْكَمَالِ، وَالْبَهَاءِ وَالنُّوْرِ، وَالْوِلْدَانِ وَالْحُوْرِ، وَالْغُرَفِ وَالْقُصُوْر، ِوَاللِّسَانِ الشَّكُورِ، وَالقَلْبِ المَشْكُورِ، وَالعِلْمِ الْمَشْهُورِ، وَالجَيْشِ المَنْصُورِ، وَالبَنِينَ وَالبَنَاتِ، والأزواج الطَّاهِرَاتِ، وَالعُلُوِّ عَلَى الدَّرَجَاتِ، وَالزَّمْزَمِ وَالْمَقَامِ، وَالمَشْعَرِ الحَرَامِ، وَاجْتِنَابِ الآثام، وَتَرْبِيَةِ الأيتام…).
قسّم الجزولي كتابه إلى ألواح وفق أيام الأسبوع، وإلى أثلاث وأرباع ليتعهدها المحبون كأوراد حسب استعدادتهم. ومن حكمة ذلك ما ذكره الشيخ زكي عبد القادر أن هذه الترقية من الثمن إلى الربع إلى غيره بمنزلة التلقين للمشايخ، بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لما اشتهر أنها تكفي عن الشيخ لمن لا شيخ له -كما نُقل كذلك عن الشيخ حسن العدوي في شرحه على دلائل الخيرات عن الإمام السنوسي وسيدي أحمد زروق نوّر الله ضريحيهما، مع اشتراط العارف الشعراني قدس الله سره الإكثار وقوة الرابطة القلبية؛ فالثمن كالاسم الأول (لا إله إلا الله)ـ والربع منزلة الاسم الثاني (الله)، والثلث (هو)، والنصف منزلة الاستغراق في عين بحر أحدية الهوية عند السادة الشاذلية، حققنا الله لهم بالتبعية آمين.
ولدلائل الخيرات عشرات من الشروح، أبرزها:
- مطالع المسرات بجلاء دلائل الخيرات، للعلامة محمد المهدي بن أحمد الفاسي، المتوفى سنة 1109هـ. وهو أفضل هذه الشروح، وأوجزها، وله شرحين آخرين كبير ومتوسط.
- شرح دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة على النبي المختار صلى الله عليه وسلم، تأليف العلامة عبد المجيد الشرنوبي الأزهري، طبعة مكتبة الآداب – القاهرة، 1994.
- الدلالات الواضحات على دلائل الخيرات،ليوسف بن إسماعيل النبهاني المتوفى عام 1350هـ، وهو شرح مطبوع.
فضائل الدلائل:
يحتوي كتاب الدلائل على الكثير من الأسرار، وتكتنفه الأنوار المستمدة من أفضال صيغ الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام التي يتضمنها، والتي نوّهت السنة النبوية بفضلها، أو بشّر منشئوها بخيريتها، ولا أدلّ على ذلك من الصلاة التي كانت سبباً في تأليف الكتاب، التي تيسر بتلاوة ألفاظها إخراج الماء من البئر للإمام الجزولي. ولقد تلقّف المحبون هذه الفوائد، وأخذوها بعزم التصديق، فأصبح بعضهم يتصرف بها في قضاء الحوائج وتيسير المهمات. من ذلك صلاة روح سيدنا محمد في الأرواح التي روى أبو القاسم السبكي عنها في كتابه الدر المنظم في المولد المعظم عن النبي ﷺ أنه قال: “من صلى على روح محمد في الأرواح، وعلى جسده في الأجساد، وعلى قبره في القبور، رآني في منامه، ومن رآني في منامه رآني في القيامة، ومن رآني في القيامة شفعت له، ومن شفعت له شرب من حوضي، وحرّم الله جسده على النار”.